فيلم ليلة سقوط بغداد يثير أزمة فنية بمصر
لا يزال مصير الفيلم المصري "ليلة سقوط بغداد" يحيطه الغموض بعد أن قارب موسم الصيف على الانتهاء من دون أن تصدر هيئة الرقابة على المصنفات الفنية قرارها بالسماح بعرض الفيلم الذي كان متوقعا مشاهدته هذا الصيف.
وتتضارب تصريحات القائمين على إنتاج الفيلم والرقابة على المصنفات الفنية في مصر بخصوصه. إذ يقول مخرج الفيلم إن الرقابة قررت منع عرض فيلمه في الوقت الذي تقول فيه الرقابة إن القرار النهائي لم يصدر بعد.
وتدور أحداث الفيلم حول رؤيا في المنام لناظر إحدى المدارس بالقاهرة -ويجسد شخصيته الفنان حسن حسني- يرى فيها أن القوات الأميركية تدخل القاهرة وتمارس نفس الممارسات التي تقوم بها في العراق، حيث تقوم بتعذيب مدرسي المدرسة بعد أن يساقون إلى سجن أبو غريب المصري كما يقومون باغتصاب ابنته في السجن.
أحداث الفيلم تمضي بطلب ناظر المدرسة من أحد طلابه الأذكياء جدا ويجسد شخصيته الفنان أحمد عيد اختراع سلاح قوي "لمقاومة الأميركان"، حيث يتمكن الطالب بالفعل من اختراع سحابة يطلقها في السماء تحمي القاهرة من قصف الطائرات الأميركية فيما تحاول المخابرات الأميركية مساومة الطالب مخترع السلاح. على أن الفيلم ينتهي بدخول القوات الأميركية القاهرة كما رأى ناظر المدرسة في منامه.
"
مخرج الفيلم يرى أنه يعالج واقع المجتمع المصري الرافض لأميركا وحرب العراق وهيمنتها على المنطقة, وأن الجمل التي تعترض عليها الرقابة هي من صميم الفضفضة الشعبية
"
رئيس الرقابة على المصنفات الفنية الناقد علي أبو شادي, اتهم الشركة المنتجة لفيلم "ليلة سقوط بغداد" بافتعال المشكلات مع الرقابة بهدف عمل دعاية للفيلم قبل عرضه، مشيرا إلى أن الرقابة اعترضت على عدد من المشاهد ترى أنها تسيء إلى علاقات مصر مع بعض الدول ومنها مشهد لناظر مدرسة الذي يشاهد صورة وزيرة الخارجية الأميركية كونداليزا رايس على شاشة التلفزيون ثم ينام بعدها ليحلم أنه يضاجع امرأة سمراء، وهو الأمر الذي اعتبرته الرقابة إشارة إلى وزيرة الخارجية الأميركية.
وأضاف أبو شادى للجزيرة نت أن الرقابة لم تشاهد حتى الآن سوى 30% من مشاهد الفيلم فقط ومع ذلك أبدت ملاحظات قوية على هذه اللقطات حيث أنها تحوى الكثير من الجمل المسيئة, إلا أنه أشار إلى أن القرار النهائي حول الفيلم سيصدر عقب مشاهدة الفيلم بالكامل.
وبدوره رأى مؤلف ومخرج الفيلم محمد الأمين في تصريح للجزيرة نت أن رفض الرقابة للفيلم غير مبرر، مشيرا إلى أن الفيلم يعالج واقع المجتمع المصري الرافض لأميركا وحربها على العراق وهيمنتها على المنطقة, وأن الجمل التي تعترض عليها الرقابة هي من صميم "الفضفضة الشعبية" مشيرا إلى أن من يتابع المظاهرات التي يشهدها الشارع المصري في الفترة الأخيرة يرى أنها تتركز جميعها في "كيل السباب" ضد أميركا والفيلم يعبر عن هذه الشريحة الكبيرة من المجتمع.
واتهم الأمين الرقابة بتوجيه أقصى درجات القمع ضد أي فيلم مصري يناقش الأوضاع الحقيقية للشعب، مستشهدا بالضغوط التي مورست من قبل ضد فيلم "السفارة في العمارة" لعادل إمام "ومعلش أحنا بنتبهدل" لأحمد آدم.
أما الفنان المصري أحمد عيد فقد اعتبر أن الفيلم يمثل تجسيدا لقضية سياسية تعرض لها شعب شقيق، وحذر في تصريحات للجزيرة نت من احتمال تعرض دول عربية أخرى غير العراق لمثل هذا الاحتلال، معربا عن استيائه من موقف الرقابة المصرية من هذا الفيلم وتأخير منحه ترخيصا للعرض من أجل اللحاق بموسم الصيف. وطالب الرقابة المصرية بالمرونة في التعامل مع هذه
الأعمال الجيدة التي تلبى مطالب المجتمع المصري والعربي